جــــــيل الاحــــــتــــرام
انت الان مسلم زائر انضم الى اخوانك فى عمل صالح ليس الا لطاعه الله
ومرحبا بكم فى بيتكم الثانى نحن لا نبغى الا العمل لوجهه الله تعالى
هيا لا تتردد فى ذلك .......... ماذا تنتظرهيا بنا (( أيدى فى ايدك ))
جــــــيل الاحــــــتــــرام
انت الان مسلم زائر انضم الى اخوانك فى عمل صالح ليس الا لطاعه الله
ومرحبا بكم فى بيتكم الثانى نحن لا نبغى الا العمل لوجهه الله تعالى
هيا لا تتردد فى ذلك .......... ماذا تنتظرهيا بنا (( أيدى فى ايدك ))
جــــــيل الاحــــــتــــرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جــــــيل الاحــــــتــــرام

نحن جيل نحب الله عزوجل . نحن اسود العقيدة وفرسان السنة بفهم سلف الامة .نقتدى بالصحابة والصحابيات.وامهات المؤمنين الطاهرات العفيفات
 
الرئيسيةبوابهأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خلاصة عقيدة السلف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
المدير العام
المدير العام
admin


عدد المساهمات : 908
تاريخ التسجيل : 12/02/2010

خلاصة عقيدة السلف  Empty
28102012
مُساهمةخلاصة عقيدة السلف

العقيدة وأثرها في بناء الجيل
بقلم: الدكتور عبد الله عزام
الطبعة: الأولى
نشر وتوزيع
مركز شهيد عزام الإعلامي
بيشاور-باكستان
خلاصة عقيدة السلف
وهي عقيدة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارا به، وتوحيدا بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه تسليما كثيرا، أما بعد:
فهذه عقيدتنا وهي عقيدة الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة (أهل السنة والجماعة) وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره.
الإيمان بالأسماء والصفات:
ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، بل نؤمن ونعتقد أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فنحن نثبت لله عز وجل أسماءه الحسنى وصفاته العليا التي وردت في الكتاب والسنة الصحيحة.
ونعتقد أن السلف (رضوان الله عليهم) وأهل السنة والجماعة يعلمون معنى الصفات ولكنهم يفوضون علم الكيفية والكنه إلى الله عز وجل، فنحن نعتقد كما اعتقدوا أن الله عز وجل موصوف بهذه الصفات حقا لا مجازا على الوجه الذي يليق بجلاله، من غير أن يشابه خلقه شيء من صفاته.
وكما قال مالك: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ، فنحن نؤمن أن لله يدا ليست كأيدينا، وله بصر ليس كأبصارنا، ونؤمن بنزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، فنقول: النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
الاستواء والفوقية:
ونحن نؤمن أن الله عز وجل مستو على عرشه بائن عن خلقه فوق السماء السابعة (ولا نقول الاستواء بمعنى الاستيلاء أو الهيمنة) ، مع تنزيهه سبحانه وتعالى عن أن يحد بزمان أو مكان.
المعية: وهو معنا بسمعه وبصره وعلمه.
الإيمان بالقدر:
ونؤمن أن الله خالقنا وخالق أفعالنا مع كون العبد مختارا في أفعاله، ونؤمن أن الله فعال لما يريد.. ألا يكون شيء إلا بإرداته عن تقديره، ولا يصدر عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدد، ولا يتجاوز ما خطه له في اللوح المحفوظ، وعقيدتنا وسط بين القدرية التي تسند الفعل إلى العبد وتجعله خالقا لفعله من خير أو شر، ونخالف الجبرية فلا نقول العبد مجبور على فعله من خير أو شر، بل كما قلنا نعتقد أن الله خالقنا وخالق أفعالنا والعبد مختار بفعله.
الإيمان: نحن نعتقد أن الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان، تزيده الطاعة وتنقصه المعصية.
الذنوب والكبائر: وعقيدتنا وسط بين المرجئة والحرورية (الخوارج) والمعتزلة، فنحن لا نقول كالخوارج أن مرتكب الكبيرة كافر، ولا نقول كالمرجئة أن الإيمان لا يضر معه معصية، ولا نقول كالمعتزلة أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين، بل نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، وإن مات ولم يتب فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
الصحابة: وعقيدتنا وسط بين الروافض (الشيعة) والخوارج، فنحن نعتقد بفضل الصحابة كلهم، ولا نغلو في أهل البيت، وبخلاف الخوارج فإنهم قد كفروا عثمان وعليا وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص، ونؤمن أن أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي كرم الله وجهه، ثم بقية العشرة (سعد وسعيد وطلحة والزبير وأبو عبيدة وعبد الرحمن بن عوف) ، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة (بيعة الرضوان) ، ثم سائر الصحابة رضوان الله عليهم.
ونتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم، ونستغفر لهم، ونذكر محاسنهم، ونكف عن مساوئهم، ونسكت عما شجر بينهم، ونقر بفضلهم، ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله، أو يعمل عملا لا يحتمل إلا الكفر، مثل السجود للصليب، ونرجو للمحسنين أن يعفو الله عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونترضى عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء.
الأولياء: ونقر بكرامات الأولياء، والمؤمنون المتقون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن والسنة
التشريع بغير ما أنزل الله:
ونرى بأن التشريع بغير ما أنزل الله كفر ينقل عن الملة، ونرى القضاء في ظل القوانين الوضعية باطلة لا تلحقها الإجازة ولا التصحيح، ونعتقد أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة (منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم) إلى أن يقاتل آخر أمته الدجال، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.
وأهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يخلدون في النار إذا ماتوا موحدين -وإن لم يكونوا تائبين- فهم في مشيئته وحكمه، إن شاء غفر لهم بفضله وإن شاء عذبهم بعدله.
ونرى الصلاة خلف كل بر وفاجر من أهل القبلة، وعلى من مات منهم، ولا نشهد على مسلم بكفر ولا نفاق ولا شرك ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، وندع سرائرهم إلى الله تعالى، ولا نصدق كاهنا ولا عرافا، ونكره أصحاب البدع، ونرى أن الاستغاثة بالأموات وطلب الحاجات منهم شرك، وأما التوسل بأي أحد من الخلق فهو غير جائز ويجب تركه.
ونرى أن البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها ووضع السرج فوقها والرايات وتعليق الستور عليها وإقامة السدنة حولها من البدع المحرمة التي يجب محاربتها.
ونؤمن بفتنة القبر، ونعيمه، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، وبقيام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا، وينصب الموازين، وتنشر الدواوين، ونؤمن بالصراط المنصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم، ونؤمن بحوض نبينا صلى الله عليه وسلم وبشفاعته، وأنه أول شافع، وأن الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان وأنهما الآن موجودتان، وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين وخير الخلق أجمعين.
وأن الله تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، ونؤمن أن العرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، فمن صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم له ما لنا وعليه ما علينا.
ونعتقد أن القرآن منزل من عند الله، وهو كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وأنه سبحانه تكلم به حقيقة، وأنزله على عبده ورسوله وأمين وحيه، وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
بسم الله الرحمن الرحيم
{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} . (طه: 25-26) .
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} . (آل عمران: Cool .
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} . (البقرة: 286) .
{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} . (الكهف: 10) . {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} . (البقرة: 201) .
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان:74)
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} (إبراهيم: 41)

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر: 10)
بسم الله الرحمن الرحيم
أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم حقائق ضخمة غائبة عن الأذهان في كتيب صغير، مع أن الحياة كلها تدور على محور هذه الحقائق، ويقوم الكون كله على معرفة هذه المبادئ والالتزام بها، ولقد نوهت في مقدمة هذا الكتيب بأهمية العقيدة في الحياة البشرية، وأن شقاء البشرية راجع إلى انفلاتها من حوزة هذه العقيدة.
ثم أتبعت المقدمة بتسعة فصول: كان الفصل الأول منها حول معاني العقيدة والتوحيد، وبينت فيه أن الكون كله يوحد الله ويعبده.
ثم تلاه الفصل الثاني: الذي يبين أن ضنك البشرية راجع إلى تحريف العقيدة، وأن الصراع بين العلم والدين مرده إلى عدم معرفة العقيدة الصحيحة.
ثم جاء الفصل الثالث: ليبين بعض خصائص العقيدة، ويضع الإنسان في مستقره الأساسي منها.
ثم تلاه الفصل الرابع: الذي يبين صفات الله عز وجل، وحاولت فيه إقامة معبر بين رأي السلف والخلف في الصفات.

ثم أتبعه الفصل الخامس: الذي يبين القضية الكبرى التي جاء هذا الدين ليقررها وهي الرضا بحكم الله.
وجاء الفصل السادس في مكانه المكين: الذين يبين أن رفض شريعة الله خروج من حوزة هذا الدين.
وأما الفصل السابع: فهو التأويلات التي تتردد على ألسنة الناس لآيات التشريع، وتنقل نصوصا ليست في موضع النزاع وتريد أن تطبقها على واقع مختلف تماما عن الواقع الذي قيلت فيه.
وتلاه الفصل الثامن: الذي جاء فيه براهين قاطعة بإحصائيات عددية ووقائع حسية أن الشقاء اليوم هو بسبب البعد عن هذه العقيدة.
واختتمت الفصول بتاسعها الذي أوردت فيه نماذج ممن ربتهم هذه العقيدة وصنعتهم هذه المبادئ وأخرجتهم هذه القيم إلى الوجود منارات يهتدي بهم المدلجون، ويقتفي أثرهم كل من أراد السعادة والنجاة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://geelalehteram.yoo7.com
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

خلاصة عقيدة السلف :: تعاليق

admin
رد: خلاصة عقيدة السلف
مُساهمة الأحد 28 أكتوبر 2012, 7:25 pm من طرف admin
تابع
...........
....................
.......................
..........................



المقدمة
المنهج الرباني في بناء النفس الإنسانية

{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} . (آل عمران: 83) .
العقيدة: هي الضابط الأمين الذي يحكم التصرفات، ويوجه السلوك، ويتوقف على مدى انضباطها وإحكامها كل ما يصدر عن النفس من كلمات أو حركات، بل حتى الخلجات التى تساور القلب والمشاعر التي تعمل في جنبات النفس، والهواجس التي تمر في الخيال، هذه كلها تتوقف على هذا الجهاز الحساس.
وباختصار: فالعقيدة هي دماغ التصرفات، فإذا تعطل جزء منها أحدث فسادا كبيرا في التصرفات، وانفراجا هائلا عن سوي الصراط.
ولذا فقد عني القرآن الكريم ببناء العقيدة، فلا تكاد تخلو أية سورة -مكية كانت أو مدنية- من شد الإنسان بكليته إلى ربه، وربط كل تصرف بهذه العقيدة التي تمثل القاعدة الأساسية لهذا الدين الذي لا يقوم بدونها، وبخاصة السور المكية التي أفردت لبناء هذه العقيدة، فلقد كانت العقيدة هي الموضوع الوحيد الذي عالجته السور المكية.
وعلى هذا فإن كل الانحرافات التي نعانيها في سلوكنا -أفرادا أو جماعات- راجعة بكليتها إلى الانحراف في التصور العقدي، فالناس في هذه الأيام بحاجة إلى بناء العقيدة من جديد، وإلى تصحيح التصور الاعتقادي، فلا بد من إفراد الله -سبحانه- بالألوهية، ولا بد من أن تستقر عظمة الله عز وجل في الأعماق، وأن يعمر النفوس حبه، ولا مناص من أن تحيا القلوب وهي تستشعر هيبته وجلاله.
ويقوم هذا الدين على:
1- حقيقة الألوهية.
2- حقيقة العبودية.
3- الصلة بين العبد وربه.
هذه أمور ثلاثة لا بد من استقرارها في النفوس: معرفة الله وقدره، ومعرفة العبد وحده، والصلة بين الخالق والمخلوق.
وعلى هذا فإنه من العبث تتبع فروع الشرع وطلبها من شخص لا ترسخ في قلبه حقيقة هذا الدين، ولا تستقر في كيانه عظمة الله التي تهيمن على كل سكنة ونأمة وحركة في هذا الكون.

والحق أن الناس اليوم غابت عنهم حقيقة هذا الدين العظيم، ومثل كثير منهم -حتى الذين يقيمون الشعائر التعبدية- كمثل الأعمى الذي أمسك بذنب الفيل ويحسب أنه يمسك بين يديه جسم الفيل، حتى إذا طلبت منه أن يصف لك الفيل انبرى يصوره بأنه شعرات مرتبطة بعضلة قاسية، ولو اجتمع أهل الأرض لإقناعه أن الفيل سوى ذلك ما استطاعوا أن يصرفوه عن ظنه.
وقد أصبح اليوم لدينا شيء مألوف أن نرى شخصا يداوم على العبادات وهو في نفس الوقت يزاول أعمالا تخرجه من إطار هذا الدين، كالاستهزاء بسنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بفرضية وردت في محكم التنزيل، وهو لا يعلم أنه بالاستهزاء إنما يهزأ من أوامر الله، ويسخر منها، وهذا الذي اتفق أهل الذكر من هذه الأمة، أنه يعني ردة المستهزئ وخروجه من الإسلام.
ومن هذا القبيل سب الدين، أو سب الله أو رسوله، فمن فعلها حكم عليه بالردة، وقد قال بذلك مالك والشافعي وأحمد والليث وإسحق مستندين إلى قوله تعالى:
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} (1) . (التوبة: 12) .
_________
(1) راجع الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) . تفسير آية: (وطعنوا في دينكم) .



وقد غاب عن أذهانهم كذلك ما يترتب على هذه الكلمة من نتائج.
أقول: إن كلمة الطعن في الدين وما يترتب عليها من بينونة زوجته منه رأسا، واعتبار العقد مفسوخا مباشرة، ومن خروجه من إطار الدين، وسقوط حجة الإسلام، وحرمانه من الإرث من أقاربه المسلمين، وحرمان أبنائه من الإرث منه، وغير ذلك من الأحكام خافية على معظم الناس، وكأين من رجل يسب دين زوجته ثم يبقى متصلا بها ينكحها، ولا شك أن هذا كالزنا تماما وأن أولاده حكمهم حكم أبناء الزنا.
أعود لأقرر الحقيقة الكبرى أن الناس لا يعرفون حقيقة هذا الدين، ويخلطون بين مناهج متعددة في حياتهم، قسم ضئيل من منهاج حياتهم من دين الله، وأما معظم المنهاج الذي يوجه حياتهم فهو من صنع هواه أو هوى غيره من البشر.
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا} {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} . (الفرقان: 43-44) .

وعلى هذا فإني أرى أن التركيز على مسائل فرعية من الشريعة بالنسبة للناس أمر غير منطقي، بل محاولة عابثة لاستنبات البذور في الهواء، ولا يمكن أبدا بتجميع أغصان نضرة مع بعضها في الهواء أن يتكون منها شجرة ذات جذور ضاربة في أعماق الأرض، لا بد من سلوك المنهاج الرباني الذي رسمه الله لهذا الخلق. فلا بد من زرع البذرة في التربة، ثم تعهدها حتى تستوي قائمة على أصولها، ثم تمتد بفروعها وأفنانها. وهكذا بالنسبة لهذا الدين العظيم لا بد من اقتفاء السبيل الذي رسمه الله لهذا الكائن حتى يحمل هذا الدين. لا بد من بناء الأساس بغرس البذرة في أعماق الأرض -أي غرس العقيدة في أعماق القلب-.
والعقيدة هي الأساس المكين الذي ترتكز عليه فروع هذا الدين كله، ومن العبث محاولة إشادة بناء ضخم بلا أساس.
ومن هنا: فإن محاولة تتبع فروع الشريعة بالتفصيل والتعليل هو اشتغال بالمهم قبل الأهم، ولا يمكن أن تؤتي هذه المحاولة أكلها التي نرجو، والثمار التي نأمل. ومن الأولى أن نتبع المنهاج الرباني في بناء هذا الدين للنفس البشرية، وذلك بترسيخ العقيدة أولا في الأعماق، ثم مطالبة النفس بعدها بأوامر الشريعة كلها، إذ المنهاج الرباني في تربية النفس جزء من العقيدة ذاتها.
ولا ننسى أن الداعية إلى رب العالمين لا بد أن يتمثل فيه المنهاج الإلهي كاملا، ولا بد أن يكون مصحفا يمشي على الأرض، يتحرك فيتحرك بحركته القرآن، فالداعية يطالب بالشريعة كاملة، ولكنه في الوقت نفسه لا يطالب الناس بفروع الشريعة قبل أن يعلمهم هذا الدين، ويشد أنظارهم إلى إطاره الكامل الشامل، وبعد أن يرسموا في أذهانهم الصورة الكاملة للإطار، يدخل معهم داخل الإطار ليعلمهم تفاصيل هذا الدين وتفريعاته. وهكذا قام الإسلام أول مرة في النفوس البشرية، وهكذا يقوم في كل مرة يحاول فيها بناء هذه النفوس بالإسلام، ولا مناص من اقتفاء هذا السبيل، ولا مفر من انتهاجه.

فكما أن هذه الأوامر والنواهي فريضة من عند الله، واتباعها فرض لازب في رقابنا، فكذلك اقتفاء المنهج الرباني في بناء النفس فرض كذلك، وكل محاولة لإقامة هذا الدين بغير المنهاج الرباني لا بد أن تبوء بالفشل، وذلك لأن هذا الدين لا يكون ولن يكون إلا كما أراد الله، ولن يبنى إلا بنفس المنهج الذي رسمه رب العالمين، وكل منهاج بشري نستعمله لإيصال حقيقة هذا الدين إلى الناس هو فاشل لا محالة، وهو عبث وملهاة ولعب.
لا بد من اتباع المنهج الرباني القيم الذي رسمه رب العالمين، وسلكه سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم لإيصال دين الله إلى قلوب البشر، ولا بد من البدء بالعقيدة من تعريف الناس بإلههم الحق، وبحقيقة وجودهم على هذه الأرض، والمهمة المنوطة بهم إبان مرورهم بهذه الدنيا، من المسؤول عنهم؟ أي منهاج يجب أن يحكمهم؟ صلة هذا الإنسان بالكون من حوله، مكانة هذا الكائن من الكون، وبعبارة أقصر. إقرار جلال الله ورهبته وهيبته في أعماق قلب الإنسان وطريقة الوصول إلى رضاه.

ومن ثم وفي هذا الوقت فإني لا أرى تتبع الجزئيات من هذا الدين في سلوك الناس، كالشرب باليمين، وترك التدخين، والشرب جالسا، إلى غير ذلك من هذه التفاصيل التي لا تحتملها ولا تطيق الدوام عليها إلا نفوس بنيت على العقيدة، وجبلت بعظمة الإيمان.
لا بد أن نبدأ مع النفس البشرية من حيث هي، بحيث نلتقطها من هذا الحضيض الذي هبطت إليه، ثم نسير معها صعدا نعطيها الإيمان جرعة جرعة، نواكبها في نموها ونقيل لها عثراتها، ونردها من هنا، ونهذبها من هناك، حتى تشب قائمة على عودها، صلبة لا تهزها الزلازل، ثابتة لا تجتثها الأعاصير.
وهنا فقط نطلب منها كل ما يريده الله منها، فتنفذ وهي راضية مستسلمة مطمئنة أن الخير كله فيما نفذت، لأن الخير كله منحصر في منهاج الله، والشر كل الشر في الخروج عن منهاج الله:
{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} . (طه: 123-124) .

وأعود فأذكر أن النفوس التي تقدم الإسلام للناس لا مناص لها من أن تكون شريعة تدب على الأرض، وتأخذ بالعزائم، ولا بد لها من أن تكون المرآة الصافية التي تعكس حقيقة هذا الدين أصوله وفروعه، إذ لا بد لها من أن يكون لحمها ودمها هو هذا الدين الذي إليه تدعو، والمنهاج الذي تهتف بالناس أن ينهجوا.
{هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} . (إبراهيم: 25) .
المؤلف



avatar
رد: خلاصة عقيدة السلف
مُساهمة الإثنين 29 أكتوبر 2012, 11:03 pm من طرف المعتصم بالله
جزاك الله عنا كل خير والله محتاجيين دروس عقيدة
avatar
رد: خلاصة عقيدة السلف
مُساهمة السبت 03 نوفمبر 2012, 12:04 am من طرف عابر سبيل
جزاك الله عنا كل خير
 

خلاصة عقيدة السلف

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» عقيدة أهل السنة والجماعة في نعيم القبر وعذابه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جــــــيل الاحــــــتــــرام :: الله اكبر ** ركــــــن العـــقــــيــــدة ** الله اكبر-
انتقل الى: